دليل نظرية الأكسجين المذاب

يعد الأكسجين ثالث أكثر العناصر انتشارًا في الكون والأكثر شيوعًا في قشرة الأرض (49%). ونظرًا لأن الأكسجين شديد التفاعلية، فإن معظمه يرتبط بالعناصر الأخرى لتكوين مركبات كيميائية. يوجد الأكسجين الأولي في صورتيه المتأصلتين O₂(الأكسجين) وO₃ (الأوزون) فقط في التركيزات ذات الصلة على كوكبنا. وهذا لأنه ينتج من العمليات الحيوية المرتبطة بالأرض (التركيب الضوئي في الأساس).

ومن ثمّ، يرتبط الأكسجين الأولي وحدوثه بالحياة ونشاطاتها الكيميائية. ونظرًا لطبيعته التفاعلية، فهو يسهم كذلك في العمليات المرغوبة على نحو أقل، مثل التآكل وأخطار الحريق.

من الممكن أن تكون عملية قياس تركيزات الأكسجين المذاب في الماء مهمة جدًا لمراقبة الموائل (مثل البحيرات أو المحيطات أو أحواض السمك) أو عمليات الإنتاج (مثل تخمر البيرة أو الجبن) أو معالجة مياه الصرف أو العمليات الحساسة للتآكل.

يعتبر الأكسجين O₂ جزيئًا شديد التفاعل، فهو شديد التفاعل في الحقيقة لدرجة أنه لا يوجد إلا في غلافنا الجوي نظرًا لاستمرارية إنتاجه بواسطة التركيب الضوء. فهو يتفاعل باعتباره عامل أكسدة—بمعنى أنه حالة وجود تفاعل كيميائي، يستقبل الإلكترونات. تستفيد معظم حساسات الأكسجين المذاب من خاصية التفاعلات الكهروكيميائية تلك لقياس تركيزات الأكسجين. وقد ثبت أن هذه الأنواع من الحساسات تعد طرقًا تقليدية للقياس. ويمكن تصنيفها على أنها حساسات غلفانية أو بولاروجرافية. وتمثل الحساسات البصرية بديلاً حديثًا لهذه الطرق الكهروكيميائية.

يلخص هذا الفصل بعض التلميحات والتوصيات المتعلقة بالاستخدام اليومي لحساسات الأكسجين المذاب. وهي قائمة على المعالجة والقواعد التشغيلية المقبولة بشكل عام.

يتمثل أحد التحليلات المهمة لتقييم جودة المياه في تحديد الأكسجين الكيميائي الحيوي المطلوب (BOD). يعد BOD مؤشرًا على كمية المواد العضوية الموجودة في المياه العذبة. فقد تشير المستويات المرتفعة من الأكسجين الكيميائي الحيوي المطلوب إلى أن المياه ملوثة بالبكتيريا القولونية ومسببات الأمراض الأخرى والمركبات العضوية، وبالتالي فهي غير صالحة للاستهلاك البشري.